الجمعة، فبراير 18، 2011

*جمعة النصر*




القاهرة
احتشد في ميدان التحرير وسط القاهرة الجمعة مئات الآلاف المصريين للاحتفال بسقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك وللتأكيد على مطالبهم التي لم تحقق بعد. وشهد ميدان التحرير، الذي شكل قلب الحركة الاحتجاجية التي اطاحت بمبارك، اجواء احتفالية. واقيمت صلاة الجمعة التي أمّها الشيخ يوسف القرضاوي، الذي وصل آتيا من الدوحة للمرة الاولى الى القاهرة منذ 1981 . ودعا رجل الدين المصري القرضاوي في خطبة يوم الجمعة الى تشكيل حكومة جديدة والافراج فورا عن كل المعتقلين السياسيين وذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها وسط جمع حاشد بميدان التحرير بوسط القاهرة احتفالا باسقاط نظام الرئيس حسني مبارك.وقال القرضاوي في الخطبة التي نقلها التلفزيون "أطالب الجيش المصري أن يحررنا من الحكومة التي ألفها مبارك."وقال سيد ناصر محمد (50 عاما) احد المحتشدين في الميدان "انه يوم احتفال، نحن سعداء، مبارك رحل، اظن اننا سنأتي كل أسبوع".ورغم الاجواء الاحتفالية السائدة، ابقى الجيش على انتشار دباباته في محيط الميدان وعمد الجنود الى التدقيق في هويات المتوافدين اليه بالتعاون مع اللجان الشعبية.ويتزامن هذا الاحتفال مع مرور اسبوع على تنحي مبارك تحت ضغط تظاهرات لم تشهد مصر مثلها من ذي قبل.واطلق الزعماء المنادون بالديمقراطية على المسيرة المليونية الجديدة اسم "جمعة النصر" للاحتفال بالاطاحة بحسني مبارك ولتذكير قادة الجيش الذين يتولون السلطة الان بمدى قوة الشارع التي انهت حكم مبارك الذي امتد 30 عاما.وخرج محتجون إلى الشوارع في أنحاء الشرق الاوسط وشمال افريقيا بعد أن ألهمتهم الانتفاضة في مصر ومن قبلها تونس. وشنت البحرين حملة على احتجاجات مناهضة للحكومة كما تحدثت تقارير عن اشتباكات في ليبيا واليمن.ولا يمكن القول ان الحياة عادت لطبيعتها في مصر بعد ستة أيام من تنحي مبارك (82 عاما) حيث لازالت الدبابات في شوارع القاهرة ومازالت البنوك والمدارس مغلقة وتنظم اضرابات واعتصامات فئوية.وقال اللواء محسن اسماعيل عثمان وهو متحدث باسم الجيش للتلفزيون الرسمي مساء الاربعاء ان مصر في حالة اختبار لم ينته بعد. ووجه سؤالا للمصريين وقال هل تعجبكم الاضرابات والاعتصامات والمصانع المغلقة والبنوك التي لا تعمل..وأضاف أن المجلس الاعلى للقوات المسلحة سيعيد الامور الى طبيعتها لكن على الناس مساعدته. وقال ان الجيش ليست لديه طموحات في المستقبل وانه يريد تسليم السلطة الى الاحزاب المدنية عندما تصبح قوية غير قابلة للانهيار.وجماعة الاخوان المسلمين ممثلة في اللجنة المكلفة باجراء التعديلات الدستورية وفي مجلس أمناء الثورة الذي شكله نشطاء وقالت انها ستؤسس حزبا سياسيا فور تغيير القوانين بشكل يسمح بذلك.وظهر المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين على شاشة التلفزيون الرسمي قبل بضعة ايام وهي المرة الاولى من نوعها بالنسبة لجماعة كانت محظورة في عهد مبارك. وعملت الجماعة على استحياء في الايام الاولى للثورة لكن من الواضح انها ترى الاجواء امنة بما يسمح لها بالخروج الى العلن.وتنظر الولايات المتحدة لجماعة الاخوان بقدر من الريبة لكن تعتبر الكتلة الوحيدة المنظمة بشكل حقيقي في مصر ويمكن أن تحصل على ما يصل الى 30 في المئة من الاصوات في انتخابات حرة.وفي مؤشر اخر على التحول في السياسات المصرية عقدت الجماعة الاسلامية التي حملت السلاح ضد نظام مبارك في التسعينات من القرن الماضي وسحقتها قوات الامن اول اجتماع علني لها منذ 15 عاما.وقال عاصم عبد الماجد (53 سنة) القيادي بالجماعة الذي قضى نصف عمره في السجن لدوره في اغتيال الرئيس المصري أنور السادات "موقفنا هو فتح صفحة جديدة مع النظام الجديد" مشيرا الى أنهم سيتعاونون " من أجل ما هو في صالح البلاد".وتعرض المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي تسلم السلطة بعد الاطاحة بمبارك لضغوط يوم الخميس من نشطاء يطالبون بالافراج الفوري عن المعتقلين السياسيين والغاء قانون الطواريء.ومازال مبارك المعتل الصحة والموجود مع أسرته في منتجع شرم الشيخ المصري يحاول التأقلم مع الاحداث العاصفة التي أطاحت به وبدا أنه يرفض فكرة العيش في المنفي خارج البلاد بعدما قال انه يريد أن يعيش ويموت على أرض مصر.وعقدت لجنة تعديل الدستور التي تضم صبحي صالح العضو في جماعة الاخوان المسلمين الى جانب خبراء قانونيين ودستوريين اجتماعا يوم الخميس بعدما عطل الجيش الدستور الذي ضمن لمبارك سلطات واسعة النطاق.وقال صالح يوم الاربعاء ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة تعهد بالغاء حالة الطواريء قبل اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.ويخشى بعض الزعماء العلمانيين أن يؤدي الاسراع باجراء انتخابات بعد أن قمع مبارك معظم نشاط المعارضة الى اعطاء ميزة لجماعة الاخوان التي كان النظام المصري السابق يحظرها.وحل المجلس الاعلى للقوات المسلحة مجلسي الشعب والشورى وعطل الدستور ويجب على لجنة تعديل الدستور تحديد التعديلات التي يرجح أن تنص على تقييد فترات الرئاسة ووضع قواعد لاجراء انتخابات نزيهة. ويجب أن تكون التعديلات جاهزة في غضون عشرة أيام.وللانتقال من المرحلة الانتقالية الى الحكم المدني سيصوت المصريون في استفتاء على التعديلات قبل اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في غضون ستة أشهر.ومازال التشكك يخيم على مدى النفوذ الذي سيسعى الجيش لممارسته في اعادة رسم خريطة نظام حاكم فاسد وقمعي حكم البلاد لستة عقود.وقال أعضاء مجلس أمناء الثورة المؤيد للديمقراطية يوم الاربعاء ان هدفهم هو توحيد الصفوف وحماية الثورة وفتح حوار مع الجيش.والاحزاب المصرية المسجلة صغيرة في الغالب وضعيفة ومتشرذمة. وقد تكون جماعة الاخوان التي لا يمكنها بموجب الدستور الحالي أن تشكل حزبا هي أفضل الجماعات تنظيما لكن شعبيتها الحقيقية في الشارع المصري لم تختبر بعد.ومع عدم وجود قيادة واضحة فان حركة الشباب التي لعبت دورا محوريا في الثورة عن طريق استخدامها لمواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت لتنظيم الاحتجاجات تسعى للتغلب على الانقسامات ويتوقع أن تعلن جدولا زمنيا لتشكيل حزب سياسي يوم الخميس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق